قبل مئة عام وفي مثل هذا اليوم بتاريخ الثاني من تشرين الثاني عام ١٩١٧ أطلقت حكومة بريطانيا على يد وزير خارجيتها آرثر بلفور وعدها المشؤوم بما لا تملك للحركة الصهيونية بإقامة “وطن يهودي في فلسطين ” والذي أسّس لقيام دولة الاحتلال الصهيونية على أرض فلسطين عام ١٩٤٨ ولتهجير شعبها الفلسطيني حتى اليوم.
بريطانيا، أكبر قوة إمبريالية في ذلك الوقت، بدأت بعد الحرب العالمية الأولى بحياكة المؤامرات لتقسيم بلاد الشام -أو ما ستسميه لاحقا “الشرق الأوسط”- والسيطرة عليها. فبعد أن وعدت الشريف حسين بإمارة عربية في بلاد الشام عام ١٩١٥ قامت بتقاسم البلاد مع حليفتها فرنسا عام ١٩١٦ في معاهدة سايكس بيكو لتؤسس للانتداب على أرضها. وبعدها بعام في ١٩١٧ أطلقت وعدها للحركة الصهيونية لتحقيق أهدافها التي كانت الحركة أعلنتها قبل عشرين سنة في مؤتمرها الأول عام ١٨٩٧.
وعلى مدار ٣٠ عاما بعد وعد بلفور قامت بريطانيا بدعم الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتدشين قوة الحركة الصهيونية فيها ودعم سياساتها بالاستيلاء على الأرض الفلسطينية ونهبها وتغيير الوضغ الديمغرافي بقتل وتهجير السكان الأصليين. والتي انتهت ب”انسحاب” بريطانيا وإعلان دولة الكيان الصهيوني وحلول النكبة الفلسطينية في واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي وأكثرها دموية ووحشية.
إن وعد بلفور ليس درسا يُعلّم في مناهج التاريخ أو حدثا في الماضي، إنه واقع احتلال أرض فلسطين واستلابها، وواقع ملايين اللاجئين الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم الأساسية في شتاتهم ولجوئهم. إن استمرار السياسات الصهيونية بالستلاب والتوسع والاستيطان وتهويد القدس هي ميراث هذا الوعد. إن القوة التي استمدتها الصهيونية العالمية من هذا الوعد وبريطانيا ما زال مستمرا بدعم القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية.
إن محاسبة بريطانيا على وعد بلفور اليوم هو شرط أساسي لحرية فلسطين. إن إصرار بريطانيا على الاحتفال في مئوية الوعد بدل الاعتراف بالذنب والاعتذار من الشعب الفلسطيني ما هو إلا شكل للتبجح الإمبريالي. وفي الوقت الذي تستمر فيه الصهيونية العالمية باستلاب الأرض الفلسطينية بدعم من القوى الإمبريالية وحلفائها في المنطقة فإنه وعد علينا أن نقول “سنمزق الوعد” ونبطله من أجل إنشاء فلسطين الديمقراطية على كامل الأرض الفلسطينية.
إننا في الشتات واللجوء الفلسطيني في أوروبا وكل أنحاء العالم لن نعترف بالاستيلاء غير الشرعي على أرض فلسطين ولا بالمؤسسات الذي أفرزه هذا الاستيلاء، ولن نقبل بشرعنته أو تطبيعه، وإننا سنستمر بالنضال من أجل مقاطعة إسرائيل في كل أماكن تواجدنا وعلى كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والديبلوماسية والثقافية والأكاديمية حتى إنشاء فلسطين الحرة وعودة الحق والأرض لأصحابها.
فلسطين للفلسطينيين،
الحرية لفلسطين والمقاطعة الشاملة للكيان الصهيوني
اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية – أوروبا
٢ تشرين الثاني ٢٠١٧