فلسطينيو أوروبا لـ”دائرة المغتربين”: لسنا مغتربين بل لاجئين

رفض اتحاد الجاليات والمؤسسات بأوروبا الدعوة الموجهة من قبل “ دائرة شئون المغتربين” لحضور ورشة عمل في أسطنبول، مشيراً أن رفضه الدعوة جاء لاعتبارات سياسية ووطنية، وتحفظات على الدائرة وبرامجها وعملها.

جاء ذلك خلال رسالة رسمية وجهها الدكتور فوزي إسماعيل رئيس الاتحاد أمس السبت إلى الدكتور نبيل شعت الرئيس المكلف بشئون الدائرة، أكد خلالها الدكتور إسماعيل أن فكرة الدائرة تضرب أساس حق العودة حينما تتعامل مع التجمعات الفلسطينية في الشتات كمغتربين، مشدداً أن أبناء شعبنا في أوروبا ليسوا مغتربين وإنما لاجئين مهجرين.

كما قدّم الدكتور إسماعيل اعتراضه على ما جاء في الدعوة من أن هدفها هو “تفعيل الجاليات الفلسطينية في أوروبا وتنشيطها”، مشيراً أنها تقزيم لعمل الجاليات والمؤسسات الناشطة في أوروبا ومحاولات لتبيهت دورها الوطني والمؤسسات والسيطرة عليها في أوروبا.

وإليكم النص الكامل للرسالة:

 

 

الأخ الدكتور نبيل شعت   المحترم

       الرئيس المكلف بدائرة شئون المغتربين

الأخوة في دائرة شئون المغتربين

               تحية الوطن وبعد،،،

عطفاً على دعوتكم لي ولأعضاء الامانة العامة لاتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية  أوروبا للمشاركة لحضور ورشة عمل تعقدها دائرة المغتربين في منظمة التحرير في أسطنبول، فإنني وباسم الاتحاد نؤكد على التالي:-

1)   نعتذر عن المشاركة في هذه الورشة لاعتبارات سياسية ووطنية كنا قد حددناها سابقاً ونؤكد عليها دوماً، حيث لنا تحفظات على سياسة وبرامج الدائرة وعملها، ولدينا ملاحظات كثيرة عليها، أهمها أن فكرة الدائرة تضرب أساس حق العودة حينما تتعامل مع التجمعات الفلسطينية في الشتات كمغتربين. فأبناء شعبنا في أوروبا ليسوا مغتربين وإنما لاجئين مهجرين.

2)   نعترض أيضاً على ما جاء في دعوتكم من هدف عقد الورشة هو ( تفعيل الجاليات الفلسطينية في أوروبا وتنشيطها ودراسة وضع الجاليات الفلسطينية ومتابعتها)، والذي نلمس فيه تقزيماً لعمل الجاليات والمؤسسات الناشطة في أوروبا وتبهيت لدورها الوطني والمؤسساتي، حيث أن هذه الجاليات والمؤسسات فعّالة منذ سنوات طويلة، وهي جزء أصيل لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني، ونضاله العادل من أجل انتزاع حقوقه الوطنية، ويمكنكم أن تلمسوا ذلك في الأنشطة والفعاليات واللقاءات المتنوعة التي تنظمها الجاليات و المؤسسات الفلسطينية في مختلف بلدان أوروبا تعزيزاً للهوية الوطنية الفلسطينية، ودعما لنضالات شعبنا في فلسطين المحتلة. ونعتقد أنه من الأجدر العمل على تفعيل مؤسسات م.ت.ف.

3)    نعتقد أن توجيه الدعوة الى جاليات ومؤسسات وأفراد، البعض منهم جزء من اتحادات ومؤسسا سات مدعوة هي اصلاً لهذه الورشةـ لا يخدم مصلحة عمل الجاليات و يبهت الهدف المنشود.

4)   نحن على قناعة بأن دائرة المغتربين ليست جهة اختصاص ولا يجب أن تكون ذات علاقة في العمل الجاليوي والمؤسساتي الفلسطيني في أوروبا، ومع تأكيدنا على أن منظمة التحرير الفلسطينية بعد إعادة بنائها وتمثيلها للكل الفلسطيني واستعادة ميثاقها الوطني الأول هي الإطار الوطني الذي يمكن أن يتوحد في داخله كل قطاعات شعبنا في جميع أماكن تواجده، إلا أننا نرى في واقع المنظمة الآن ودوائرها المنبثقة تجسيد وتنفيذ لبرنامج السلطة القائم على المفاوضات والتنسيق الأمني والتسوية، التي دائماً ما نؤكد في الاتحاد موقفنا الرافض لهذا النهج، بل وضرورة التخلص منه لما تسبب به من كوارث على شعبنا الفلسطيني، وكان سبباً أساسياً من أسباب الانقسام.

5)   نرحب ونعمل في الاتحاد بالتواصل والتنسيق والعمل المشترك مع كل مكونات الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا، ولسنا مع إقصاء أي طرف، بشرط انسجام برامجها وسياساتها مع البرنامج والثوابت الوطنية الفلسطينية و في مقدمتها حق العودة.

الأخوة في دائرة المغتربين،،،

لهذه الأسباب، نجدد رفضنا مرة أخرى للمشاركة في هذه الورشة النخبوية، وآمل منكم أن تأخذوا بعين الاعتبار مختلف الملاحظات والقضايا التي ذكرناها، وبما يعيد تصحيح المفاهيم الوطنية بالعودة إلى جذورها وأصلها الأول الذي نرى في الميثاق الوطني الفلسطيني الذي تم الغاءه هو البرنامج الوطني الجامع، وبما يضع الأمور في مسارها الصحيح، وهي أننا شعب يعيش تحت الاحتلال و في مرحلة تحرر وطني، ويعاني منذ العام 1948 من مرارة اللجوء والتهجير، وأن حل المشكلة هو بدحر الاحتلال عن أرضنا، وبعودة جميع المهجرين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها وفي مقدمتهم أبناء الجاليات الفلسطينية في العالم أجمع، والذين لم ولن يفرطوا في حقهم بالعودة باعتبارهم لاجئين وليسوا مغتربين، وبما يصون وصية الشهداء الذين ارتقوا في ميادين النضال والدفاع عن حق العودة.

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير

الدكتور فوزي إسماعيل

رئيس اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية  أوروبا

12/10/2019